السلام عليكممن البرازيل بلاد السامبا إلى البرتغال .. ومن بورتو لبرشلونة قطع ديكو مسافة طويلة في بحر مدة وجيزة، مسجلا اسمه بأحرف من ذهب على منصات التتويج بعد حصوله على بطولة دوري أبطال أوروبا 2004 مع بورتو البرتغالي وتأهله إلى نهائي بطولة الأمم الأوروبية عام 2004 ، صانع ألعاب البرتغال و برشلونة البالغ من العمر السابعة والعشرين فتح قلبه مؤخرا لموقع (فيفا) على الإنترنت وتحدث عن بداياته في مهد كرة القدم البرازيل، وعن سبب اختياره ارتداء شعار منتخب البرتغال .. فضلا عن مهارات نجوم الكرة الآخرين التي يحلم باكتسابها.. فإلي مضابط الحوار
* لنرجع بالذاكرة إلى بداياتك.. من أين استقيت عشقك واهتمامك بكرة القدم؟
نشأت في ساوباولو أخا لولدين وثلاث فتيات والجميع هناك يلعبون الكرة..وكوني طفلا كان من الصعب البعد عن لعب الكرة، وفي تلك الحقبة برز لاعبون كثيرون من ساوباولو.. ولم يدر في مخيلتي إطلاقا أن أصل لما وصلوا إليه من شهرة كبيرة ومهارات عالية. بالطبع كنت أفضل من ذوي سني من الأطفال الذين كانت هناك أعداد كبيرة منهم تزاول لعب الكرة.
*ومن هو اللاعب الذي كنت تعتبره قدوة لك كلاعب وتحلم بالوصول لمستواه؟
كنت أعشق وأتابع بشغف وحب كبير الأرجنتيني مارادونا والبرازيلي زيكو لما يتمتعان به من مهارات عالية، ولكن بعد النضوج تغيرت طريقة تفكيري فأصبحت أتابع الذي استفيد من مهاراته وأخلاقه أيا كان .
* ومتى سجلت أول بداية كروية تعتبرها بطاقة العبور إلى عالم المستديرة؟
كنت في الخامسة عشرة من العمر حينما تم توقيع أول عقد رسمي لي كلاعب.وكان والداي حريصين على مستواي الدراسي لأنني كنت دائم الفشل في الدراسة، ولكن منذ توقيعي العقد تحتم علي تركيز طاقاتي جميعها على كرة القدم.. فتكون طوال وقتك مع لاعبي النادي في منأى عن الأجواء العائلية، وكطفل في بداياته كانت لي أحلامي بأن أصبح لاعبا مشهورا له سمعته وصيته، والذي ساعدني في هذا الجانب أنني كنت مهيأ نفسيا وكانت تعتريني رغبة شديدة بتحقيق ماكنت أحلم به.
* هل تصف لنا وقع الرحيل بعد قرارك مغادرة الوطن إلى البرتغال؟
بداية لم أكن أرغب في الهجرة إلى البرتغال، ولكن مجرد التوقيع على العقد كانت نقطة تحول في حياتي، إذ يتطلب ذلك السفر.. كنت وقتها في الثامنة عشرة ولم أكن أرغب في أي شيء غير الركض وراء الكرة وتطوير مهاراتي .
* مامدى صعوبة قرار اختيارك البرتغال منتخبا تدافع عن ألوانه بدلا عن البلاد التى ولدت وترعرت فيها؟
كان صعبا جدا. وقد أمضيت فترة كافية للحصول على الجنسية البرتغالية، وكانت الجماهير البرتغالية تطالبني بإلحاح شديد أن انضم لمنتخبهم القومي، وتولد لدي شعور بضرورة رد الجميل للبرتغال التي كانت لها اليد الطولى في مسيرتي الكروية، ولكنني بطبيعتي كـإنسان راودني الحنين للأرض التي احتضنتني في طفولتي .. لهذا السبب كان اتخاذ قرار كهذا في غاية الصعوبة سيما وأن كل حلمي كان ولايزال منصبا على إرتداء شعار المنتخب البرازيلي ..وأقولها بكل صراحة بأن الجنسية البرتغالية التي حصلتها بصعوبة بالغة لن تنسيني البرازيل، لأن الدم الذي يجري في عروقي برازيلي .ولكن بالطبع فإن هناك مياها قد جرت تحت الجسور، وإن تغييرات كثيرة جرت على حياتي منذ أن وطأت قدماي البرتغال ولذلك فلا مفر من التكيف معها، ومع ذلك فإنني أود أن أؤكد مرة أخرى بأني لازلت أحب البرازيل ولن أنسى ماحييت ذكريات الطفولة التي لن تفارق مخيلتي أبدا .
* حدثنا عن بطولة أمم أوروبا 2004 التي أقيمت في البرتغال؟ أنت لم تشارك منذ انطلاق المباراة ولكنك جئت بديلا لروي كوستا في الشوط الثاني في مباراتكم أمام اليونان؟
بالفعل استمتعت كثيرا، وكنا قد قطعنا شوطا طويلا في البطولة ووصلنا إلى المباراة النهائية، وكان هذا إنجازا رائعا للبرتغال كونهم أصحاب الأرض والدولة المضيفة، فضلا عن أن الجماهيركانت تهتف لنا على مدار مبارايات البطولة.. لهذا كانت خسارة النهائي مريرة وموجعة لنا .
* ذهبت بعض التقارير الصحفية بأنك واجهت بعض المشاكل مع اللاعبين المنحدرين من أصول برتغالية، منهم على سبيل المثال لويس فيجو الذي أطلق بعض التعليقات .. كيف ترد ؟
الذي تتحدث عنه كان موجودا على الورق ولكن الواقع كان مختلفاً تماما .. فقد كان بيننا انسجام وتوافق تام انعكس علي إيجابا بالتعامل فيما بيننا .
* بعيدا عن كرة القدم.. ماهي الأمور الحياتية التي تشغل بها أوقاتك؟
ليس لدي متسع من الوقت... ولكنني أقضي المساحة القصيرة من الوقت مع أطفالي الثلاثة، كما أهوى المشي والخروج للعشاء .. فمن مزايا مدينة برشلونة كثرة الخيارات وكثرة ساكنيها من الجنسيات والأعراق المختلفة، وعندما يتسنى لي الوقت ألعب كرة قدم الشاطئية التي أعشق ممارستها، ولكنك إذا ارتبطت بعقد مع فريق كبرشلونة فلايمكن لك أن تمارس كل هواياتك بسبب مسؤولياتك تجاه النادي وجماهيره .
* هل يمكن اعتبار حياة اللاعب مشرقة وممتعة كما يذهب الكثيرون؟
لا اتفق مع هذه الآراء .. فنحن كلاعبين نبذل قصارى جهدنا وفي حالة دائمة من السفر وفي حالة طواريء متواصلة، ولذلك لا يتسنى لنا القيام بالكثير من أمور الحياة البسيطة التى يقوم بها أي شخص كالتزلج على الجليد مثلا.
* ما المطلوب للوصول إلى القمة كلاعب ؟
بالطبع لست متأكدا من عوامل النجاح ولكن من الضروري أن تتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ولكى تصبح لاعبا مرموقا يجب عليك تقديم العديد من التضحيات، فهناك الكثيرون ذوو المواهب الكثيرة ولكنهم لا يستغلونها بالشكل المطلوب فيختفون عن الساحة، عكس هؤلاء هناك أيضا مجموعة تمتلك مهاراتِ متواضعة ولكنها تبذل جهدا وتسكب عرقا وتمكنت من إثبات ذاتها .. ويمكن تخطي الصعاب ببذل المزيد من الجهد والتدريبات، وعلى اللاعب أن لا يكون نموذجا ومثالا فقط بل عليه أن يكون أيضا محترفا.. وفوق هذا تحتاج إلى القليل من الحظ، ولكي تحصل على الحظ لابد أن تكون جاهزا للصبر والانتظار، وإلا فسوف يكون الإخفاق حليفك .
@ لديك قدرات مذهلة في اللحظة التي تتلقى فيها الكرة ..فأنت تعلم الجهة التي ستتجه إليها قبل أن تتلقى الكرة هل من تعليق ؟
هناك خصوصيات تمتلكها ولا تستطيع تدريسها للآخرين ..فعلى سبيل المثال تنخرط في دراسة لتعلم مهنة الصحافة، ولكن التعامل مع الكرة من أول لمسة هي أمور طبيعية تتعلق بالموهبة من الصعب تعلمها من الآخرين .
* ولكن كلاعب كرة هل تعتقد بإمكانية بذل المزيد لتحسين وتجويد الأداء ؟
بالطبع فهناك إمكانية لتجويد الأداء بتلقي المزيد من التدريب وتحسين اللياقة والتدرب على التسديد وبالذات الركلات الحرة ..ولكن من الضروري أن أشير هنا بأن اللمسة الأولى للكرة والتمرير السريع ومعرفة أين يقف زملاؤك في الملعب وأين تلعب الكرة ..كل هذه أشياء تتحكم فيها الغريزة والموهبة.
* إذا منحت فرصة اختيار مواهب لاعب آخر فمن من تتوجه بأمنياتك؟
إذا منحت هذه الفرصة لتمنيت قوة رونالدو وسرعة تييري هنري
الأربعاء أغسطس 08, 2007 12:43 am